رأيت الجبن
الرياض - الثلاثاء12/ 2/ 1426هـ - 22/ 3/ 2005م
رأيت الجبن قبل الموت موتاً
يحتُّ المرءَ إذ يرضاه حتا
ويتركه رماماً بالياتٍ
تعيث بها الرياح وهنّ شتى
تبعثرها ولا باكٍ عليها
ومن يبكي من الأقذاء بحتا
تجنّبه الورى سخطاً وهزءاً
وبتّ حبالَه الأصحابُ بتا
ويبصره فيمقته أخوه
فإن لاموه فيه ازداد مقتا
*****
وفي الدنيا نقائضُ واعظاتٌ
تبين وتختفي أنـّى نظرتا
ألفناها لكثرتها فصارت
نديمَ حياتنا جهراً وصمتا
فنســــكنها وتسكننا كأنـّا
بها الأضياف مصطافاً ومشتى
تأملْها ستلقاها صديقاً
وجيراناً لنا وأنا وأنتا
*****
فتحت الأرض مَيْتٌ وهو حي
بما أهدى وما أسدى وأفتى
ومرُّ الدهر لا يمحو جَداه
سيبقى صرحه نضراً وثبتا
وفوق الأرض أحياء ولكن
غدوا من إلفهم للجبن موتى
تقول الشمس إن طلعت عليهم
رأيت بقـــــاءهم زيفاً وألتا
وإن كرامة الأموات دفن
يضمُّ رفاتَهم فعسى وليتا
*****
فعشْ حرَّ الفـــــؤاد أخا مضاء
يلاقي الخطب مثل السيف صلتا
يظلّ العمرَ يحرسُه يقينٌ
فليس يخاف طاغوتاً وجبتا
ومن يخشى وفيه أصغراه
وقد ملئا من المشكاة زيتا
*****
وإن العمر أيــــام وتمضي
سِراعاً تسبق الأنظار فوتا
فعشْ للخير تهديه البرايا
بعيدَ قرابةٍ وأخاً وأختــــا
وعشْ في قمة الأجبال صقراً
وفي الصحراء والغاب السَبنْتَى
أخاً لهداية وأخاً لجود
تكنْ رجلاً إذا ما متَّ عِشْتا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق