صداقة
جدة - الجمعة19/ 4/ 1421هـ - 21/ 7/ 2000م
أخافني الموت دهراً ثم صافاني
وقال لي لست بالعادي ولا الجاني
لا أنقص المرء يوماً قط من أجل
ولا أجور على إنس و لا جان
أنـا الوفي لأمر الله أنفــــذه
كما يشاء وإن العدل ميزاني
ولست أظلم إنساناً لمسكنةٍ
ولا أداري ذوي مال وسلطان
بل أحرس العمر للإنسان يقطعه
والحبل أرخيه للقاصي وللداني
حتى إذا جاء أمر الله قمت به
أذاك ظلمي له أم ذاك إحساني
*****
سمعت ما قال واسترسلت أرقبه
فكان حقاً أخا صدق وإيمان
وكان أرحم من باغ وطاغية
يستأصل الناس وهو الباسم الهاني
فمات خوفيَ منه وهو بادلني
حباً بحب وناجاني وآخاني
رأيت منه وفاء رغم سطوته
لم ألقه في كثير بين إخواني
وضعت في كفه كفي فعاهدني
على الإخاء ولا تعجبْ وأرضاني
نمشي وللود فيما بيننا عبق
كأنه زهرة في شهر نيســـان
رأى صداقتنا قالٍ فســـــاءلنا
هل أنتما - هكذا يبدو - صديقان
فقلت بل نحن في أغلى مكارمها
ونحن في ذروةٍ منها نديمان
*****
إذا مضى العمر والأقدار دائرة
عليه تغشاه في صبر وتغشاني
واصفرت الشمس في عمري مودعة
وصـوّح النبت في روضي وبستاني
ولاح لي من وراء السدف من غبروا
وأطفأ البرد في كانون نيراني
أتاني الموت في رفق وفي حدب
يقتادني عن شقاء العالم الفاني
فزال عني غطائي وانجلى بصري
يرنو وبي لهفة للعالم الثاني
وطار بي أمل جذلان يغمرني
أن الكريم تولاني وأدناني
*****
غـــدا أعانق نعمى الله وارفةً
وبشرها النضر حيّاني وناداني
نعمى تتيه بأبراد موشحة
وسيمة بالرضا والعفو تلقاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق