الزلفي
الرياض - الأربعاء24/ 10/ 1419هـ - 10/ 2/ 1999م.
إلى أخي الفاضل عبد الله السلوم الذي يرى أنَّ بلدَه الزلفي أحسن البلاد، وأنَّ ذويها أحسن الناس.
دعاني صديق صادق البشر واللطف
فقلت وأين القصد قال إلى الزلفي
وقال يباهينا وفي الوجه بسمة
تعالوا إلى حسن يجل عن الوصف
بـــــلادي هي الزلفي جنان بهية
زهت بالندى الريان والمسك والعرف
وراح أخي السلوم يزعم أنها
ألذ من الدن المعتق في الرشف
ويـزعم أن الرمل فيـــها كواعب
سحرن جميع الناس بالأعين الوطف
شربن الضحى والحسن والطل والشذا
فجئن كبـــدر شع في ليلة النصف
ويزعم أن الحسن في كل رملةٍ
فتــاة تباهي بالخدود وبالردف
وبالصدر والنهدين والساق والحشا
وبالساعد الفتان والعين والكتف
إذا نظر الإنسان فيما زهت به
وأمعن فيها من أمام و من خلف
رأى فتنة حمراء تاهت وعربدت
ببعض الذي تبدي وبعض الذي تخفي
تمنى وصالاً ثم خاف مغبة
فأسلمه الأمران للعَوْد والكف
له رغبة تدعو وأخرى تصدُّه
فهذي إلى توق وهذي إلى خوف
*****
ويزعم لي الســـــلوم أنَّ ديـــاره
فراديس من صنف يتيه على صنف
وقـــــال بلاد الله شرقاً ومغربـــاً
وإن كره القالون أدنى من الزلفي
وإن ذرى لبنان بعض جمالها
وسؤر بها يرضي وعن دجلة يكفي
وكشمير ما كشمير في جنب ديرتي
وأحلى من النعمى رمال بها تسفي
وإن بنيها عاشقون مساءها
فمن ساهر فوق الرمال ومن مغف
ومن خالع ثوب الحياء تحدياً
ومن سادر ناس ومن صالح عف
وإن ذويها غاية المجـــد والعلا
فما غاية تصفي المعالي كما تصفي
فمن حــــاتم إن قام للجود والندى
بنوها على لين من العيش أو عسف
ومن خـــــالد إن قام للحرب أهلها
وفيهم مضاء الليث والصقر والسيف
*****
فقــــلت: أيا سلوم لا تغلُ واقتصد
ودعك من الإسراف واحذر من الزيف
وقـــــال براء الخير: أسرفت يا فتى
ومالك من عدل ومالك من صرف
وأنت أخــــو تقوى وأنت مســــدد
فكيف وقعت اليوم في الجور والحيف
*****
فقال: دعوني إنني الدهرَ عاشق
ويا قوم إني لا أداري ولا أخفي
ألا إنما الزلفي حياتي وبهجتي
خذوا زهرة الدنيا وأبقوا لي الزلفي
أراها كما أهوى بعين صبابتي
فلا تعذلوني إن حبي على كيفي
وكلُّ على ليــــلاه ما عاش منشدٌ
ينام على عزف ويصحو على عزف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق