يا حمص
جدة - الثلاثاء14/ 4/ 1423هـ - 25/ 6/ 2002م
لدي رغبة حارة منذ زمان طويل، أن أكون حمصياً، لأن لي عدداً من المؤهلات التي تجعلني جديراً بذلك.
أنشدت في حفل زفاف (مازن) و(نسرين) حرسهما الله، وكان معظم الجمهور حمصياً فكانت القصيدة دعابة سارّة، أما الأسماء الواردة فيها فهي لبعض الحاضرين.
يا حمص إني عاشق مفتون
بخصالك الحسنى وهن فنون
أبناؤك الغر الكرام جداول
وبناتك الريحان والنسرين
هن الحسان معادناً ومناظراً
هند تنافس حسنها ميسون
وسعاد أحلى من سمية طلعة
وسمية كالبدر حين يبين
ولميس تاج الحسن فوق جبينها
سلمت لميس وشعرها وجبين
ولمى وسلمى والرباب فواتن
ومنى ولبنى جوهر مكنون
وأعد ألف خريدة حمصية
وأظل أحصي والخيال لعين
كلٌّ على عرش الجمال أميرة
وأنــا بها وبدلّها مســـكون
*****
وتعود لي الذكرى كأطياف المنى
وأنــا سعيـــد مرة وحزيـــــن
فلقــد عشقت مليحة حمصيــة
زمن الشباب النضر وهو أرون
ولّى الشباب ولم يمت تذكارها
في أضلعي إن الغـــرام دفين
من أين جاءت أين راحت ما اسمها
أنى غزت قلبي وفيه حصون
أرأيتها أسمعتها كلا إذن
هي طيف وهمٍ سارح وشجون
لكنني أشتــــاقها أشتـــاقها
والشوق فيّ على الدوام قرين
إنسيــة جنيــــة مثل الضحى
يا قوم هل لي في الغرام معين
والشعر والأوهام توأم نشـــأة
والشعر جني وفيه مجـــون
يسطو عليّ مظفراً وأحبه
وكــــأنه أم عليّ حنــون
*****
يا حمص عندي في هواك شواهد
وقصـــائد وحقائق وظنــــون
هل تقبلين مودتي مجلوة
غنيتها وكأنني الحسون
ووشت بها بين الرجال مشاعري
ومشـــت بها بين النساء عيون
فوزي يزكيني، وحسان يرى
أني الغدير الطيب الميمون
وأبوك يا نسرين يقسم أنني
في حب حمص سادر ورهين
وعماد يحبوني الوعود سخية
ويقول حيدر شاعر مأمون
*****
يا حمص أعطيني مناي فإنني
أرجو الوصال وإنني مسكين
جنسية أزهو بها في صحبتي
وكأنني في عرشه هارون
وكأن لي الدنيا بكل رحابها
والهند بعض ممالكي والصين
وكأنني كسرى على إيوانه
وكأنني بكنوزه قارون
في كفِّيَ اليمنى نفوذ مسوّد
وبأختــها البليون لا المليون
أمشي على العاصي ويسكرني الهوى
وأفي كما شــــاء الهوى وأخــــون
وكأن ديك الجن بين جوانحي
خلع الحياء سفاهُهُ المخزون
*****
يا حمص أعطيني مناي فإنني
ترب الوفاء وبالكرام قمين
ولديَّ من داعي القبول مواهب
ولديَّ أخطاء عظمن ودين
وأنا ذكي في ذكائي غفلة
وأنا عجول مرة ورزين
ولدي إقـــدام وفيّ مخافة
وشراسة حيناً وحيناً لين
ولدي قلب كالعجائز طيب
جادته ريح رخوة وهتون
وبراءتي كحماقتي معروفة
وأنا بها السجان والمسجون
والأربعاء بخافقي أمداؤه
وأنا به أهذي ولست أهون
إن جن بعض الناس فيه فإنني
في السبع من أياميَ المجنون
*****
يا حمص جودي لي بما أهفو له
لأظل أعلو سيـــداً وأكــون
كبنيك حيث جنونهم وفنونهم
وأظل أحفظ عهدهم وأصون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق