الخميس، 24 أغسطس 2023

كتاب: رجال ونساء أسلموا

كتاب: رجال ونساء أسلموا

     يُعدُّ الكتاب الذي أخرجه الأستاذ عرفات كامل العشي تحت عنوان "رجال ونساء أسلموا" من الكتب الجادة الهادفة ومن أحسنها في موضوعه. ويطيب لك في الكتاب المذكور أن ترى المؤلف محتفلاً بموضوعه، مهتماً بمادّته، صابراً على المراسلة والمحادثة والمتابعة، وبذلك تهيّأَ له إخراج كتاب جيد، جميل العرض بالرغم من دسامة مادته.

     وفي هذا الكتاب فرصة واسعة للنظر الجاد، والتأمل الذكي، لمن يهمه أن ينتشر الإسلام بين العالمين. إنك تجد فيه هواجس الحيرة ووساوس الشك، وهمزات الشياطين، كما أنك تجد الاعتراض على عقائد باطلة موروثة، وحرقة البحث عن الهداية، كما تجد أيضاً لذة الاطمئنان، وبرد اليقين، وسكينة القلب والعقل والجوارح؛ لدى مَن فازوا بنور الهداية، وألقوا قيادهم للإسلام واثقين.

     وقد كان هؤلاء المهتدون في فترة جاهليتهم، وقبل أن تشرق عليهم شمس الهداية أنواعاً وعناصر شتى. فيهم مَنْ كان مسيحياً، ومَنْ كان يهودياً، ومَنْ كان هندوكياً، وفيهم مَنْ مال إلى الإلحاد فاعتنق الشيوعية أو الوجودية، وفيهم من كاد الفساد الأخلاقي يقضي على شبابه وقوّته ويرمي جسده بالهزال والداء العياء. وفيهم الرجل والمرأة، والشيخ والشاب، والقوي والضعيف، والغني والفقير، وفيهم العالم والأديب، والقصّاص والصحفي، والتاجر والبحّار، فيهم عيّنات من مختلف النماذج البشرية.

     وظلّ هؤلاء في حالك الظلام حتى أبصروا قبساً من نور الإسلام، فكان هذا النور طوق النجاة للغريق، والمرفأ الأمين ترسو فيه السفن بعد أن كابدت العناء الكثير من الأعاصير في بحر لجّي عاصف يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب.

     وفي أقوال المهتدين ما يوجه دعاة الإسلام إلى ما يجنون به أطيب الثمار بأقل الجهد. ولقد كان الإسلام بيسره وسماحته عامل جذب قوي لهم إذ وازنوا بين الضر والنفع، والخير والشر، فرجحت لديهم الكفّة الأفضل، وأجابوا داعي الله تعالى عن اقتناع تام، ثم هبّوا يعلنون على الملأ حقيقة ما اهتدوا إليه من دين سمح كريم يقود خطى المرء إلى سعادة الدنيا والآخرة على السواء.
*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة